اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 246
وحينما ننظر إلى الطبيعة من هذه الزاوية نعرف
وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ إذ علمه ليس
مقتصرًا على الكلّيات فقط، بل هو عالم بكل شيء؛ كبيرًا كان أو صغيرًا، حتى الورقة
من شجرة في غابة يعلم الرب أجلها، وإذا سقطت فإنما سقطت بارادة ربها، ويعلم سبحانه
كل ذلك لأنه محيط بكل شيء.
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُ ولولاه
لأصبح كل شيء باطلًا، ولو أننا حذفنا المعرفة بالله سبحانه وتعالى من منظومة
معارفنا، لانهارت كل المعارف، لأن كل شيء يبدأ به، وينتهي إليه.
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ
فما خلا الله باطل، لأنه غير متعلّق به سبحانه وتعالى. فالأصنام باطلة لأنها لا
تضر ولا تنفع، وهي باطلة لأن أمرها بيد ربها، وهي باطلة لأنها زائلة، فأين اللات
وإين العُزّى وأين مناة الثالثة الأخرى، وأين الفراعنة الذين عُبدوا من دون الله؟.
في حين أن الله حي قيوم تدعوه فيُجيب دعاءك وإليه المصير.
بصائر وأحكام
حسب بصائر الوحي كل شيء آية تدلنا على تقدير الرب وخلقه وتدبيره
المباشر، وحتى حركة الزمان آية من آيات الرحمن المحيط قدرةً وتدبيرًا وعلمًا
وهيمنةً على كل شيء، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن.
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 246