responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 238

كَلِمَاتُ اللَّهِ‌ أي أن كلمات الله لا تُحصى كثرةً.

وهو عزّ اسمه يقول في الآية الثامنة والعشرين مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

فمليارات البشر فوق هذا الكوكب، لكلّ منهم ما يُميزه من غيره، ولكن عند الدقّة في النظر تجد تشابه روحيّاتهم وقيمهم وتطلّعهم وعقلهم.

ولو تسنّى لك أن تجمع البشريّة برمّتها في مكان واحد، على ألَّا يكونوا مثقفين بأية ثقافة، ثم ألقِ على أسماعهم درسًا أو محاضرة ما، لوجدت أن الحجّة العقلية التي يقتنع بها الجميع هي حجة واحدة، وأن عقولهم عبارة عن عقل واحد، وغرائزهم واحدة، وكذلك القوانين والسنن التي تحكم نفوسهم لا تختلف. من هنا نعرف أن التنوع إنما هو في إطار الوحدة.

ويتكشّف من ذلك ظاهرة واحدة، هي ظاهرة المخلوقيّة للموجودات ووحدانيّة خالقها مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

وهذا يدلنا على بُعد آخر، وهو: أنّ القادر الحكيم الذي خلق الذرّة قادر أيضًا على أن يخلق كل شي‌ء، إذ بإمكانه تكثير خلقته. والخبير المتخصص الذي يرى سيّارة تقطع مسافات الشوارع، يتأكّد من أن المصنع الذي أنتج هذه السيّارة قادر على أن ينتج أمثالها، إذ العلم والخبرة اللذان تجلّيا في صناعة السيّارة الأولى دليل على قدرة المصنع والصانعين. اللّهم إلَّا أن يتعطّل المصنع أو يموت الصانعون، والله عزّ اسمه خارج عن حدّ التعطيل والموت والنسيان.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست