responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227

وأطلق الكثير منهم على أنفسهم تسمية: (العلمانيّون). في حين أنهم لا يعرفون من العلم إلَّا قليلًا، بل إنهم لا يدركون المعنى الدقيق للعلم، ولا يعترفون إلَّا بجزء بسيط منه.

وبدلًا من أن يقف الإنسان وقفة شجاعة، فيعترف بجهله، ويُقِرُّ بعجزه في مجادلة من يعلم، تراه يزداد إيغالًا في التكبّر ويتهرّب من طاولة البحث الحرّ.

هذا وإن العلمانية قد انتشرت في الغرب حينما صدّقت بالحداثة وتشوّه سلوك الكنيسة إلى حدّ لا يطاق. فأنكر المجتمع الغربي كلّ ما يتصل بالدين، فانتهى به الأمر إلى إنكار الجوانب الروحيّة والعقليّة وحتى الأخلاقيّة.

والتمسّك بما يسمّى العلمانيّة نوع تمرّد على العلم، وليس علمًا، لأن الغرب قد سجن نفسه في دوائر ضيّقة. ويُذكِّرنا هذا التوجّه بما كان عليه الاتحاد السوفياتي، حينما كان قادته، ومعهم منظومة الدول الاشتراكية الموغلة بالشمولية والديكتاتورية والقمع، رغم أن أدبياتها كانت تطفح بمفردات وشعارات الحرّية، فيما كانوا أبعد الناس عن الحرّية والديمقراطية .. فكانوا في حقيقة الأمر يعانون أزمات داخلية معقّدة، يحاولون التغطية عليها بالتعابير البرّاقة، كما المتكبّر الذي يغطّي ضعفه وهوانه وذلّه الداخلي بالتمظهر بمظهر

القوّة والجبروت، أو كما الكاذب الذي يتستّر على كذبه باليمين وادِّعاء الصدق.

والعلمانية اليوم تنكر الحقائق تحت غطاء عدم الاعتراف إلَّا بما هو علم، فيما العلمانيّون ينكرون أو يجهلون العلم ذاته. فهم بذلك قد حكموا على أنفسهم بالسجن في أكثر الدوائر ضيقًا وضنكًا.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست