responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 225

وقال في الآية الخامسة عشرة وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا.

وفي الآية العشرين صرّح بالقول وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌.

فالجهل إذن؛ يمثل درجة عالية جدًّا من الخطورة، والقرآن المجيد قد كرّر عبارة بِغَيْرِ عِلْمٍ‌؛ في ثلاثة موارد، وكرّر ما تعنيه أكثر من مرّة .. وقال في الآية الخامسة والعشرين أيضًا بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌ أي أنه كرّر الحديث عن الجهل الذي هو غير العلم في كلّ خمس آيات.

فالجهل هو شي‌ء عدمي، والعدمي يعرف بالوجودي، كأن نقول حينما نريد أن نبيّن معنى الظلام: الظلام عدم النور، أو نقول الموت: عدم الحياة. وهكذا نقول: إن الجهل عدم العلم.

فربّنا المتعال يهدينا إلى أن محور الحكمة، كما محور التكامل البشري، هو العلم.

والاعتراف بالجهل بداية العلم، ولكن كيف نعترف بالحهل؟.

يتحصّل الاعتراف بالجهل من خلال الإقرار بأن العلم أوسع مدًى وأبعد أفقًا مما يملك المرء من المعلومات الضئيلة. وقد تجلَّى هذا عند كبار علمائنا وفقهائنا، وانطلاقًا من أرواحهم الزاكية ونفوسهم المتأدبة، كلما ازدادوا علمًا ترسّخ لديهم الاعتراف بجهلهم بعد أن يتأكّد لهم أن أشياء كثيرة لا يزالون يجهلونها. وهكذا تجد أنه كلّما تقدّم العلم الحديث اكتشف آفاقًا جديدة منه، وعرفوا يقينًا أنهم‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست