responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 151

لا تطع إلَّا من علمت أنه يعبّر عن إرادة الله وحكمه في المحتوى والأداء.

وبناءً على ما تقدّم، يفترض بالعلاقة بين الإنسان ووالديه، وبينه وبين المعلّم، أو المصادر الأخرى مثل الكتب والصحف والإذاعة والقناة الفضائيّة ومواقع الأنترنت وغير ذلك، أن تكون علاقة واعية؛ ذلك لأنّ الله عزّ وجلّ قد قال في محكم كتابه الكريم فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ‌ [1].

وهكذا وصف عباده الصالحين بأنهم لا يتبعون كلّ قول، ولا يميلون مع كلّ ريح، وإنما هم يتبعون الأحسن؛ أي يبحثون عن الأفضل ليبنوا الواقع الأسمى.

وهنا يقول فَلا تُطِعْهُمَا أي: أن المقياس في الطاعة وإن تعاظمت ضغوط الوالدين على الولد هو إرادة الله وحكمه.

وحيث إن مشيئة الله تعالى هي السلام، وغايتها إرساء أواصر المحبّة والعدل بين أفراد الأسرة، فإنّ القرآن الكريم يبيّن ما يخفف الحدّة المتوقّع حصولها جرّاء مجاهدة الآباء أولادهم لحملهم على الطاعة، وجرّاء تمرّد الأولاد على أوامر الآباء فيما لا يُرضي الله تعالى، فيقول وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً إذ لابدّ من برّ الوالدين، مؤمنين كانا أو فاجرين، مادامت العلاقة هي العلاقة؛

أي علاقة الأبوّة والبنوة؛ سواء كانا مؤمنين أو فاجرين.


[1] سورة الزمر، آية: 17- 18.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست