اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 15
أكثر فأكثر. فهو إذ ذاك، سيقرأ القرآن بتوجّه بالغ، ويتلقّى وحي
الكتاب الكريم بنفس زكية وقلب واع.
وعليه؛ يمكن القول: إنه كما أُمرنا بتلاوة آيات الذكر الحكيم، كذلك
أُمرنا بالتدبّر فيها والتأمّل في آفاقها وكسر الأقفال التي تحيط بالقلب:
(وَلَا يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ لدى القراءة آخِرَ السُّورَةِ)
[1]. كما ورد ذلك عن مولانا أمير المؤمنين عليه
السلام.
ونحن في نهاية المطاف ننصح بأمرين
الأوّل: قراءة القرآن بتلك المواصفات المثبتة
والمعروفة، إضافة إلى اختيار الوقت والمكان والحالة المناسبة، وغير ذلك.
الثاني: التدبّر في الآيات، ويمكن أن يختار
القارئ وقتًا للقراءة ووقتًا للتدبّر، ويمكن أن يجمع بين الأمرين في وقت ومكان
واحد. علمًا بأن للتدبّر أصوله التي ما لم تراعَ ولم يتم التقيّد بالمناهج
المرسومة، فإن المتدبر قد يقع في أوحال القول بالرأي والهوى.