responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 149

وحقائقه النورانيّة.

وعودًا على بدء، نجد أن الله تبارك وتعالى يوصّي الإنسان بوالديه، ويؤكّد مكانة الأُم باعتبارها الجهة التي تبذل مزيدًا من الجهد، من ناحية، وكذلك لأنها تعاني واقعًا مزريًا لأنها الحلقة الأضعف.

ولذلك، كان من الحري بكلّ إنسان أن يولي الأُم مكانتها اللَّازمة، وذلك عبر الإحسان (إليها) الذي قد يسد مقدارًا مما عانته خلال أدائها مسؤوليتها تجاه وليدها.

مراحل الشكر

ثم إن الشكر ينبغي أن يكون لله أوّلًا، ويليه الوالدان، لأنّ الله هو خالقهما، وهو الذي ألقى بحبّ الأطفال في قلبيهما، ولولاه ما كان الآباء والأُمهات ينجذبون إلى صغارهم أبدًا.

وهذا الشكر الخاص بالوالدين ينبغي أيضًا أن يكون لوجه الله تعالى، بسبب أن المصير النهائي إلى الله تعالى، فلا حاجة تبقى إلى إحداث الفصل بين الشكر لله والشكر للوالدين.

هذا بالإضافة إلى بطلان تفكير من يجد ضرورة في الذوبان في أفكار وتوجّهات الوالدين، كطريقة لإثبات المحبّة والتعلّق بهما. وإنما المفترض القول بأنّ لكلّ جيل أسلوبه في الحياة، مع المحافظة على الثوابت الدينية والأخلاقية، لأن التجديد ضرورة إنسانية لأننا نسعى من أجل تكامل البشر وتصاعد الأجيال، حيث يجب على كلّ جيل أن يسعى لبناء حياةٍ أفضل وأرقى مما بناه‌

الجيل السابق له. ولذلك قال الله تعالى وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست