responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 100

لا يمكن تصوّر ذات الرب، ولا شبيه له في خلقه حتى يُعرف به. وإنما خلقه يُعرفون به. ولو كان الله يُشبه خلقه لما كانت بنا حاجة إليه، حيث نكتفي بشبيهه عنه، ولما كنّا نحتاج إلى التعرّف إليه، لأن لدينا ما يشبهه.

إنّ الأمر ليس كما يحلو لبعض الجهلة من الملحدين والمشركين والمتهرّبين من معرفة ربهم، وإنما معرفتنا بالخلائق وما فيها من حاجة ومحدوديّة ونقاط ضعف، جعلتنا نبحث عن ربّ كان السبب في وجود هذه المخلوقات.

فلكي نعرف الله سبحانه وتعالى، لابدّ أن نعرفه بطريقة مختلفة عن معرفة الخليقة. فإذا رأينا في الخلق نقصًا، لزمنا أن نقول: سبحان الله؛ فهو وحده الذي لا نقص فيه. وإذا أدركنا أن لهذا المخلوق أو ذاك أجلًا، عرفنا أن ربّنا لا أجل له. وإذا كانت الخليقة مؤطرة بحدود الزمان والمكان، فإن الله سبحانه لا حدّ له، لأنه هو الخالق لكلّ حدّ.

ونقرأ لأمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح هذه المقطوعة الرائعة، حيث جاء فيها

: (يَا مَنْ دَلَّ عَلَى ذَاتِهِ بِذَاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ

مَخْلُوقَاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلَاءَمَةِ كَيْفِيَّاتِهِ، يَا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَرَاتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظَاتِ الْعُيُونِ، وَعَلِمَ بِمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُون) [1].

كثيرًا ما نقرأ مثل هذه الكلمات الرائعة عن أهل البيتعليهم السلام، وهي تشير بمجموعها إلى أن الله تعالى ليس كخلقه، وهو الذي ليس كمثله شي‌ء؛ إذ كلّ شي‌ء يُرى، وهو سبحانه لا يُرى، فلا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، ولا


[1] مفاتيح الجنان، دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست