responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 94

أن يُؤمن بالنبي الأكرم محمد (ص).

ويبدو أن البشرية- باستثناء شرذمة منهم- كانت تُؤمن ولا تزال لواحد أو أكثر من الأنبياء، بالرغم من طبيعة هذا الإيمان كانت تختلف من أمة لأخرى، إلَّا أن الإنسان لأنه يعلم بفطرته بأن ربنا سبحانه وتعالى لم يخلقه سدى وإنما أرسل رسلًا وجعل بينه وبين خلقه وسائط هم الأنبياء، فإن الأكثرية الغالبة كانت مؤمنة بالأنبياء. ولذلك فإنّ ربنا بهذه الكلمة يُذكِّرنا بأن هذه الشبهة تافهة؛ لأن هذه صفة الأنبياء وسيرتهم جميعًا.

1- وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ‌.

فهم كبشر أمثال للناس، فهم بحاجة إلى طعام كما هم بحاجة إلى رزق. الطعام يأكلونه والرزق يحصلون عليه من المشي في الأسواق للتجارة.

وهناك بصيرة أخرى يُؤكدها القرآن الكريم هنا كما في آيات أخرى، وهي أن الله تعالى ابتلى الناس بعضهم ببعض، فأول ما هبط أبونا آدم عليه السلام إلى الأرض هبطت معه الفتنة الناشئة من الصراع، فقال ربنا سبحانه وتعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [1].

وهكذا ذكَّرهم بأنكم سوف تُبتلون وبهذه الفتنة، وهي أن بعضكم لبعض عدو. وكان من أبعاد هذه الفتنة الشائعة أن الله لا يبعث ملكًا إلى الناس وإنما يبعث بشرًا، وهذا البشر سوف يدخل في صراعات أليمة ومستمرة مع الآخرين. ثم إن الفتنة هي سنة الله في خلقه ومنذ


[1] سورة البقرة، آية: 36.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست