responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 72

جنان الله التي عرضها السماوات والأرض؟.

ولطالما عمد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إلى التمييز بين الجنة والنار. وفي هذه المرة، أمر رسوله المصطفى (ص) أن يحمل الإنسان على أن يتساءل ليهزّ وجدانه ويخيّر نفسه بين الجنة والنار.

فالخير كل الخير في جنة الخلود، والشر كل الشر في جحيم النار، ولا مكان ثالث بينهما، ولا مسافة تقع في البين، بل هما حقيقتان، حقيقتان لا غير. وهنا تكمن، أو لنقل: تتجلى هزة الضمير، حيث يعجز ابن آدم عن استساغة النار، كما يعجز عن التنازل عن الجنة، حيث لا منطقة فراغ بينهما.

بلى؛ إن مسألة الخلود مسألة غامضة جدًّا بالنسبة إلينا نحن البشر؛ الذين نعيش ضمن حياةٍ دنيوية مصبوغة بالسرعة والتغيُّر والزوال.

ولا يسعنا سوى القول، فيما يخص هذه الآيات المتحدثة عن الجنة ومميزاتها: إنه لا مانع عقلي من الخلود مع تصور تعلُّقة بإرادة الله سبحانه وتعالى، وهو الحي القيوم؛ إذ لا يعني خلود الإنسان في الجنة انفكاكه عن قيمومية الله، بل لعل الإنسان إذ ذاك تتجسد له حقيقة القيومية الإلهية أكثر من أي وقت مضى لدى شعوره بالخلود، على عكس إحساسه بسيف الموت والفناء مُسلَّطًا على رقبته كما كان حاله في الحياة الدنيا.

فالقيوم أبدًا هو الله عزَّ وجلَّ، ومن دون فيضه وبلا إذنه ومن دون عطائه المتواصل لن يكون المخلوق شيئًا مذكورًا؛ إذ ينعدم وجوده ويتلاشى في اللاشي‌ء.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست