responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 56

تفصيل القول:

1- تَبَارَكَ‌.

بعد أن ذكَّرنا ربنا المتعال باسم عظيم من أسمائه الحسنى، وهو تَبَارَكَ‌ في مطلع هذه السورة الكريمة. ها هو تقدَّست أسماؤه يُكرِّره مرة أخرى ضمن هذه المنظومة من الآيات الشريفة لمناسبة الشبهات والأمثال التي ضربها الكافرون للنبي المصطفى (ص) لتفنيد نبوته العظمى.

من هنا؛ عاد ربنا تعالى وذكّرنا بأنه‌ تَبَارَكَ‌ بمعنى أنه هو الرحمن الرحيم؛ الفعَّال لما يُريد، وأن عطاءه غير مجذوذ ولا ممنون، بل هو المعطي برحمته الواسعة وبركته المزيد. إلَّا أن عطاءه لا يتجلَّى في دار الدنيا فحسب، وإنما التجلي الأعظم بركته تكون في الآخرة، لاسيما حين يرى هؤلاء الكفار الذين كان كل همهم لقمة عيش في الدنيا، أو بعض سلطة تافهة، غافلين عن الآخرة ونعيمها الأبدي الكبير، بل وغافلين عما ينتظرهم من العذاب الأليم المهين الخالد، لأنهم كذَّبوا بالرسالة.

أما اسم‌ تَبَارَكَ‌؛ فهو من الأسماء الحسنى والكبرى التي وردت بصيغة الفعل وتقولب به، لأن البركة في أفعال الله متواصلة، ولأنه فعَّال لما يُريد، ولأن فعله رحمة وعطاء، ولذلك تناسب الأمر بإيراد الاسم بصيغة الفعل.

2- الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ‌

فالبركة من الرَّبّ: الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ‌ إذ الدنيا؛ مهما بلغ الإنسان فيها إلى الذروة، فإنها تنتهي. ولذلك، فإن‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست