responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 48

رَسُولُ اللهِ (ص): وَأَمَّا قَوْلُكَ:

(مَا أَنْتَ إِلَّا رَجُلٌ مَسْحُورٌ).

فَكَيْفَ أَكُونُ كَذَلِكَ وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي فِي صِحَّةِ التَّمْيِيزِ وَالْعَقْلِ فَوْقَكُمْ، فَهَلْ جَرَّبْتُمْ عَلَيَّ مُنْذُ نَشَأْتُ إِلَى أَنِ اسْتَكْمَلْتُ أَرْبَعِينَ سَنَةً خِزْيَةً أَوْ ذِلَّةً أَوْ كَذِبَةً أَوْ جِنَايَةً

[خَنَاءً]

أَوْ خَطأً مِنَ الْقَوْلِ أَوْ سَفَهاً مِنَ الرَّأْيِ؟.

أَتَظُنُّونَ أَنَّ رَجُلًا يَعْتَصِمُ طُولَ هَذِهِ المُدَّةِ بِحَوْلِ نَفْسِهِ وَقُوَّتِهَا أَوْ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ؟، وَذَلِكَ مَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:

انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) [1].

تفصيل القول:

1- أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ.

يستمر الكافرون في اضطرابهم الفكري، كما يستمرون في محاولات الهروب من الحقيقة.

إنهم طفقوا يرتابون في النبوة ذاتها، وفي بعثة خاتم الأنبياء (ص) لأنه لم يُلقَ إليه كنزٌ، ذلك لأن انكبابهم على الدنيا جعل المقاييس في أنفسهم مقاييس مادية بحتة.

فالنبي (ص) يدعوهم إلى الخير والفضيلة والعدالة، فيما هم يعترضون عليه بكونه لم يُلقَ إليه كنز، وما علاقة الكنز بالفضيلة؟ وماذا يفعل النبي بالكنز عند أداء مهمته السماوية المنادية بالخير والعدل والإيمان بخالق المادة والكنز؟.

وما أتعس حالة الكافرين إذ طلبوا أن يُلقى إلى الرسول كنز،


[1] بحار الأنوار: ج 9، ص 273.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست