responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40

فمثلًا يعرف على وجه القطع عاقبة الظلم، ويعرف مصير الطغاة، ويتنَّبه إلى أن الإنسان مرهون بعمله. فالقارئ بإيمان ووعي وبركة، لا يتعرَّف إلى الماضي فحسب، وإنما يتبصَّر المستقبل أيضًا، بل وأكثر من ذلك، تتسنَّى له المنهجية العقلائية العلمية التي يكتشف من خلالها الكثير من أسرار الحياة.

إن القرآن حق وليس بأسطورة، إنه كلام الله الحق، العالم بسر السماوات والأرض؛ وذلك لأنه كما في عالم الأرض عالم شهود وعالم غيب، كذلك في السماء عالم شهود وعالم غيب بالنسبة لسكانها، وهم الملائكة باختلاف درجاتهم ومقاماتهم وأدوارهم. والله عالم بأسرِّ السر في عالم السماوات وعالم الأرض، وهو المنزل لآيات القرآن على قلب رسول الله (ص).

وهذا هو الفارق الكبير بين بصائر الوحي وبين ثقافات البشر التي تنجم من الذين لا علم لهم بكل أسرار الخلق. فهي قد تُدغدغ عاطفةً أو تُثير عصبيةً، وربما تُؤسِّس لمنطق من الأعادِ لتحذيرك عن مسؤولياتك، ولئلَّا تُزكِّي نفسك. فيما القرآن يُنوِّر قلب الإنسان ويسمو به إلى حيث إرادة خالقه القاضية له بالتحرُّر من قيود الشيطان والهوى.

والله تعالى يُؤكِّد في خاتمة الآية الكريمة أنه إن لم يأخذ أهل الأرض الكافرين بألوان العذاب، ولم ينسف الثقافات الجاهلية مرةً واحدةً، ولم يجازِ أولئك القوم الذين عارضوا القرآن بعذاب مستأصل؛ فذلك لأنه غفور رحيم، يقدم الفرصة تلو الفرصة لمخلوقيه البشر ليعودوا إلى رحاب غفرانه ورحمته التي وسعت كل شي‌ء.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست