responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 316

لسننه التي يحتاجها البشر ويُحاكمون على ضوئها .. كما أن اختتام هذه السورة المباركة بموضوع الدعاء ليتأكد لنا أن السنن الإلهية ليست الوحيدة الحاكمة في الكائنات، إذ وراءها أوامر إلهية مباشرة لا تدخل ضمن تلكم السنن.

ومثل تلكم الأوامر الإلهية ما يتعلَّق بدعاء الإنسان الذي يتوجَّه به إلى ربِّه المتعال بعد أن يُحرز شروطه اللازمة، وبعد أن يرى الله الحكمة في استجابة هذا الدعاء.

كما أن من تلكم الأوامر الإلهية الغالبة على السنن، أن الله جلَّت قدرته يأمر عصا النبي موسى عليه السلام فتتحوَّل إلى ثعبان تلقف ما يأفك السحرة وتضطر فرعون إلى الفرار بعد أن ملئ رُعبًا .. ولو كان للعصا نفسها أن تتحوَّل ثعبانًا وفق السنن التكوينية، لاحتاجت إلى مئات السنين، ولكن الأمر الإلهي الصارم وقع على العصا دفعةً واحدة، فكانت ثعبانًا بالأمر العزيز الجليل.

فالقرآن المجيد كما يُعطينا الخريطة الكاملة لسنن الحياة، كذلك يُخبرنا ويُرشدنا إلى اللجوء لما هو فوق هذه السنن، لدفع البلاء المترتب على حاكمية السنن، ونقصد بذلك: الدعاء إلى الله الرحمن الرحيم، لردِّ المبرم من القضاء. وهكذا كرَّم الرَّبِّ المتعال عبده المطيع له الخاشع لقدسه.

ولذلك أكَّد الدين الحنيف ضرورة التوكُّل على الله وتفويض الأمر إليه، لأنه أرحم بعبده من الأم بصغيرها. وما أرحم الرَّبَّ وأكرمه، وهو الذي يُصدر أوامره بناءً على دعوة إنسان مظلوم مغلوب على أمره تتناوشة الخطوب من كل حدب وصوب.

وقد ورد عن الإمام الحسين عليه السلام في دعائه يوم عرفة:

(إِلَهِي‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست