responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31

وإنما بصدقة أيضًا.

كما أنهم قالوا: إن هذا الكتاب إفك؛ فرُدَّت مقولتهم عليهم، وتحوَّلت إلى شهادة. كيف؟

لأن كلمة الإفك تدل- وحاشا لله- على كذبة متكاملة، ولكن غير صحيحة. وهكذا تختلف لفظة الكذب عن الإفك؛ لأن الكذب معناه عدم مطابقة الواقع، ولكن الإفك معناه وجود أفكار منظمة تفرض نفسها على الإنسان فرضًا وتنتشر بسرعة في الناس. وهكذا كانت دعواهم ذات دلالة على مدى تأثير الكتاب في الناس. فإذا تأملنا في الكتاب وجدناه غير متناقض، بل هو مطابق للفطرة وللحقائق، وهكذا السنن الإلهية.

أصبح القوم، وبهذه الكلمة، قد اعترفوا ببلاغة القرآن وفصاحته وتأثيره، ولكن عبَّروا عن هذه البلاغة والفصاحة والتأثير تعبيرًا خاطئًا، فقالوا: إنه إفك. ثم هؤلاء حينما طرحوا شبهة الإفك وقالوا: هذا إفك؛ قال بعض للآخر: لا يمكن لإنسان واحد أن يحبك هذا الإفك العظيم. هنا اضطروا إلى أن يقولوا: إن هناك آخرين تعاونوا معه.

دعنا نقرأ هذه الآية الكريمة: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هؤلاء كفروا حينما بحثوا عن تبرير لكفرهم، فإذا بهم يُفتشون عن كلمة لكي يُفسِّروا ما في القرآن الكريم من حقائق. فقالوا: إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ‌

ثم رأوا أن الإفك لا يمكن أن يُفسِّر كل هذه المنظومة المتكاملة من الكلمات المضيئة، فقالوا: افْتَرَاهُ‌، وهي- في الحقيقة- كلمة أخرى تدل على مدى بلاغة القرآن، يعني كلام أتعب عليه صاحبه نفسه حتى أتقن حبكه. حاشا لله.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست