responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 30

تُفنِّدها، وإلَّا كيف تتم الهداية؟ وهل يجتمع النور والظلام؟.

من هنا فمن دون تفنيد الشبهات والوساوس التي تُطرح حول الرسالة لا يمكن أن يصل الناس إلى صفاء الإيمان، والذي لا تشوبه وسوسة أو شبهة.

ثانيًا: شبهات الأعداء تنطوي من حيث يشعرون أو لا يشعرون على اعترافات. فحينما كان العدو يطرح أن الرسول مجنون والعياذ بالله، كانوا يعترفون بعظيم شجاعته. كيف ذلك؟.

لأننا نعلم أن المجنون لا يمكن أن يبني أمة أو يُؤسِّس حضارة أو يخوض حروب كبرى ثم ينتصر فيها. إذاً هذه الكلمة كانت ترد عليهم ثم تتحول إلى اعتراف من قبلهم، حيث إن النبي (ص) مادام لم يكن مجنونًا فهو إذًا نبي متصل بالسماء ومُتوكِّل على الله ومنصور من عنده. لماذا؟.

لأن الإنسان العادي لا يستطيع أن يتحدَّى كل تلك الضغوط ويتغلَّب عليها ثم يُؤسِّس حضارة كبرى. إنهم قالوا: إنه لمجنون لما رأوا فيه من التحدي، ولما يطرحه من آراء مخالفة لكل الناس المحيطين به. بلى؛ إنه جاء بفكر جديد، لا يتناغم والبيئة الثقافية والبيئة الاجتماعية. كما تحدَّاهم بمواقفه الحاسمة .. فإن لم يكن مجنونًا، وهو بالتأكيد ليس كذلك وبشهادة فطرتهم؛ فإنه بالتأكيد نبي، وإلَّا فمن أين جاء بهذه المقدرة الكبيرة، وكيف تحدَّى العالم وحده؟ فإذًا لابد أن يكون متصلًا بالوحي.

إذاً أولئك القوم حينما طرحوا هذه الشبهة رُدَّت عليهم، وتحوَّلت إلى إقرار منهم، ليس فقط بعظمة النبي (ص)،

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست