responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 300

ومن صفات المؤمنين أن لهم ضوابط وموازين فيما يسمعون وفيما يقولون، فهم لا يخوضون مع الخائضين.

وإنما تتركَّز فيهم هذه الصفة الطيبة لأن لهم حواس طيبةً، فلا يسقطون صمًّا ولا عميانًا لدى تذكيرهم بآيات الله، وإنما يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، وفيهم القابلية إلى التبصَّر بعيون مفتوحة تنفذ الى أغوار الحقيقة.

وربُّنا المتعال الذي جعل أصول المعارف في قلب الإنسان، طالبه بالمحافظة على سلامة ونزاهة قلبه لكيلا يحجبه حجاب عن التذكرة بآيات الله. ولولا نزاهة القلب، لصار ابن آدم أسوأ شأنًا من الحيوان الرهين بغرائزه فحسب.

وبين الإنسان وبين النهوض بواقعه إلى ما هو أعلى شأنًا من الملائكة حين الاستجابة لما يُذكَّر به من الآيات الإلهية. وآيات الرَّبِّ قد تكون نصًّا قرآنيّا، أو روايةً مأثورةً عن النبي (ص) وآله الطاهرين عليهم السلام. وقد تكون ظاهرة في الخلق مثل زلزال مُدمِّر، أو فيضانات عارمة، ومثل سقوط طاغية وهكذا. وقد تكون مُتجسِّدة في سيرة أشخاص الأنبياء والأئمة عليهم السلام. وبالتالي فإن كل آية إلهية خَلْقٌ من خَلْقِ الله تعالى مع تفاوت الدرجة فيما بين مصاديقها، وهي جميعًا وسيلة تذكير بالله سبحانه وتعالى.

فحين يُذَكَّر المرء بآيات الله، فلا يخلو من أحد موقفين:

الأول: أنه يَخرُّ عليها صمّا عميًا، لأنه لا يريد التصديق بالحقائق، وهو إنما يخر لها، لأنه عاجز عن مواجهة نورها الساطع. فهو بدلًا من التصديق بها، يُحاول اللغو فيها ومواجهتها بإثارة الفوضى والشك والريبة.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست