responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 290

للصنم، أو مارسوا بعض أنواع الشرك الخفي، كالخضوع لسلطة ظالمة، أو لتشريع جاهلي، أو اجترح رياءٍ، أو خاض في عملية نفاق؛ مثلًا؟!.

للإجابة نقول:

قرأنا هنا ثلاث آيات، ذكَّرتنا الأولى بأنه‌ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ‌ [1]، بينما الثانية والثالثة ذكَّرتنا بالتوبة.

أفلا نستوحي من هذه المفارقة العددية أن رحمة الله أكبر من غضبه، وأنها قد سبقته، وأنها وسعت كل شي‌ء، وبالتالي أن الرجاء في جنب الله مُقدَّم على الخوف منه؟.

لعلنا نستطيع القول بذلك؛ إذ اليأس والقنوط والخشية المجرَّدة عن الرجاء أمور غير محمودة، كما هو الاسترسال مع الرجاء المجرَّد عن العمل.

ونقطة مهمة لابد من الإشارة إليها في هذا الإطار هي:

أن كل إنسان مُصاب بشعبة من شعب النفاق والانحراف النفسي. وقد نهانا الله تعالى عن الانحرافات والفواحش ما ظهر منها وما بطن، كترك الصلاة أو إتيان الصلاة بنية الرياء؛ لأن هذه الذنوب تحجبنا عن ربِّنا، ولولاها لكنا خلائق مختلفين عما نحن عليه في الواقع، ولاتَّضحت لنا صور الوجود الخافية، ولتكشفت لنا الحقائق، كما لعلها ستتكشف نسبيًّا في يوم القيامة.

ومن أجل اختراق هذه الحجب علينا اتِّهام أنفسنا أبدًا، ومن ثم حملها على التوبة إلى الله تبارك وتعالى.


[1] ، آية: 69.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست