responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 259

2- لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ.

يتذكّر الإنسان ربَّه المتعال بداعي الاختلاف الحاصل في الوقت، لا سيما وأن الليل والنهار يؤثران في الطبيعة، وفي الإنسان بظاهره وباطنه، بما يناسب طبيعتهما. ومثال ذلك؛ أن طبيعة الإنسان في الليل تختلف عنها في النهار، من حيث السكينة والاستقرار النفسي، ومن حيث تناوله للطعام، ومن حيث المنطق، ومن حيث تحصيل العلم، ومن حيث النشاط والعمل، وحتى من حيث العبادة والتوجُّه إلى الله الرحمن. هذا بالإضافة إلى أن ابن آدم يفترض له النوم في الليل الذي جُعل لباسًا لبدنه وروحه.

وعلى ابن آدم أن يتذكَّر عظيم نعمة الوقت بقسميه عليه، ويتذكَّر تحوُّله من حال إلى حال، ويتذكَّر أن الله الخالق هو جاعل هذا التغيُّر، وأنه محكوم بهذا المتغير شاء أم أبى؛ وبالتالي يتذكَّر أن مَنْ جعل التغيُّر في الخلق لابد أن يكون واسع القدرة، لطيف الضع، لأنه يُدبِّره كيف شاء بعزته وقدرته ورحمته.

3- أَوْ أَرَادَ شُكُوراً.

حينما يعي المرء طبيعة التحوُّل سوف يفقه وجه النعمة في هذا التحوُّل، فيسير في سبيل الشكر الذي فيه حظ عظيم له. وإذا ما بلغ الإنسان درجة الشكر، فإنه قد بلغ مرتبة عالية من مراتب العبودية.

وإرادة الإنسان- التي أشار إليها النص القرآني العظيم- محور حركة البشر، وعلى المرء أن يسعى جاهدًا من أجل تنمية إرادته ويدعو ربَّه ليرزقه المزيد من العزم، كما جاء في دعاء كميل المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام:

(وَاشْدُدْ عَلَى‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست