responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 254

1- تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً.

فما هي العلاقة بين بركة الفرقان وبركة البروج في السماء؟.

يبدو أن العلاقة تتمثَّل في أن للبروج فائدة الهدى للناس وبالذات للمسافرين برًّا أو بحرًا، وكذلك للزُّرَّاع العارفين بمواعيد ظهور هذا النجم أو ذاك ومدى تأثيره في أمورهم الزراعية. وهكذا هو الفرقان قد جُعل وسيلة هداية كبرى للخلق.

ثم العبارة القرآنية هنا، تُثير في ذهن الإنسان حقيقة أنه هو خالق هذه البروج، وكذلك هو المبارك في حركتها وطبيعة الأنظمة التي وضعها لضبطها. فلا شي‌ء في العالم خارج عن سنن الله وتدييره، مما يدفع بالإنسان إلى تكريس تطلُّعه إلى الفضاء لعله ينتقع منه، ولا يعكف على الاستفادة مما في الأرض فحسب.

إن النظر في السماء وما فيها من نجوم وأجرام يجعلنا نتعرَّف إلى بعض أبعاد اسم‌ تَبَارَكَ‌، بل يجعلنا على يقين أننا لن نُحصي بركات الرَّبِّ ونعمه. وهكذا ترى علماء الفضاء قد تأكَّد لهم عجزهم عن إحصاء عدد النجوم، حتى رأى بعضهم أن عملية الخلق لأجرام السماء مستمرة ومتواصلة، ولأن الكون في حالة توسُّع فتراهم ما أن يصنعوا تلسكوبًا يُحصي النجوم البعيدة، إلَّا وقد خلق الله تعالى في الوقت ذاته مجرَّة أو مجرَّات جديدة في الكون المتوسع بإرادة الرَّبِّ الخالق تبارك وتعالى.

أما انعكاس هذا الاسم‌ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً على قلب الإنسان، ومن ثَمَّ خُلُقه وسلوكه، فإن هذا الكائن المتناهي في صغر حجمه، بالنسبة إلى العالم، يزداد إيمانًا بالله العلي العظيم وطمعًا في بركته ورحمته. وقد ورد في مناجاة الإمام علي بن الحسين عليه السلام لله تعالى:

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست