مما يعكس مدى جهاد المعصومين عليهم السلام في إطار تكريس مبادئ الحق
ومعارضة الانحرافات الظاهرة والمتلصصة لحذف مفهوم الرحمة من الثقافة الدينية.
ويبدو أن الإصرار الأموي على طمس اسم الرحمة الإلهية وإبعاده عن
ثقافة الأمة، هدفه توفير فرصة القمع للناس وتبرير قتل الناس بلا هواده. لقد كان
الحاكم الأموي يدَّعي الارتباط بالله، ويُمثِّل سلطة الدين، وكان في الوقت ذاته
مصرًّا على تصفية خصومه بوحشية بالغة، فعمد إلى حذف مفهوم:
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من الدين ومن ثقافة الأمة؛ لأنه لا
ينسجم وتوجهات سلطته.
ومن ذلك؛ ما أجاب به سمرة بن جندب حين كان واليًا على البصرة من جانب
الحاكم الأموي، حين أمعن في قتل الناس فيها، ولما اعترضوا عليه قال: (إن من أقتله
إما أن يكون من أهل الجنة وإما من أهل النار، فمن كان من أهل الجنة فقد عجلت له في
دخولها، ومن كان من أهل النار فقد كفيت الناس شرَّه).
وهذا هو المنطق نفسه الذي تُبرِّر به عصابات الجريمة سفكها لدماء
الناس في هذا العصر الحرج. وكذلك كانت تفعل الجيوش العثمانية الهمجية حينما تُهاجم
بعض مدن وقرى أوروبا الشرقية، حتى أنهم شوَّهوا الإسلام في أذهان الناس، حتى جعل
الكثير منهم يشمئز من الاسلام. وكذلك استخدام الكنيسة للعنف