كانت بيئة العرب في العصر الجاهلي بيئة خشنة عنيفة، فأثَّرت في قلوب
أصحابها، ولقد كان الواحد يئد بنته دون أن يرفّ له جفن. وهذه القسوة القلبية
والعنف في السلوك أورثاهم تصورًا خاطئًا فيما يتصل بالعقيدة، فلم يفقهوا اسم
الرحمن.
وهكذا كانت رؤيتهم المتعلقة بخالق الكون أشبه شيء برؤية اليهود، حيث
تصوَّرت الرَّبَّ المتعال كونه جلَّادًا عديم الرحمة، حاشاه.
ولذلك؛ حينما جاء النبي الأكرم (ص) بكلمة الرحمن، وهي المبالغة في
الرحمة، وأبغلهم ضرورة عبادته والسجود له.
وتجسَّدت هذه الثقافة الجاهلية في المدرسة الأموية الذين أنفق قادتهم
ملايين الدراهم والدنانير من أموال المسلمين من أجل حذف آية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من القرآن، مما يكشف عن مدى
عدائهم لهذه الآية الكريمة. وفي ذلك عَنْ خَالِدِ بْنِ المُخْتَارِ قَالَ:
سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما السلام يَقُولُ: