responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 233

الخلق، وتوكُّلهم على الله سبحانه وتعالى. فثقافتهم لا تتصل بثقافة البيئة المحيطة بهم، وأخلاقهم لا تتشابه مع أخلاق مجتمعهم، وهم لا يعتمدون على محيطهم في أداء رسالتهم. فلا يتحزبون مع حزب، ولا يتَّكلون على عشيرة، ولا يعتمدون على قوة بشرية. بل هم دائمو التوكل على ربهم تبارك وتعالى. ولقد كان هذا التوكل واضحًا جليًّا متجليًا في تصرفاتهم إلى الحدِّ الذي دفع بمن لم يعترف برسالاتهم وأراد تكذيبهم أن يُفسِّر توكُّلهم بأنه ضرب من الجنون؛ حاشاهم.

ومن هذه الزاوية؛ فإننا نؤمن بأن أفق التوكُّل لديهم هو دليل صدقهم، لأنهم- من خلال التوكُّل، كأحد أهم مباني الإيمان‌يدعون الخلق إلى بناء حضارة الحق، وليس بمجنون من دعا إلى بناء حضارة الحق.

إن الأنبياء عليهم السلام يعتمدون على الله في كل شي‌ء، ويستلهمون من قوته المطلقة، لاسيما وأنه تبارك وتعالى هو الذي أعطاهم ضمان النصرة والنصر. قال تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ‌ [1].

واليوم، حيث يبلغ الإنسان- أي إنسان- هذه المرتبة السامية من التوكل، ولا يعتز بغير عز الله، ولا يعتمد غير قوة الله ربِّ العالمين، فإنه تعالى يجري فيه سنته، لأن سنته في الآخرين هي ذاتها سنته في الأولين، وقال ربنا سبحانه: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‌ [2].

ومن يتوكل على الله تعالى، فإنه يُعطيه القوة والعزم والإرادة،


[1] سورة الأنفال، آية 62.

[2] سورة الطلاق، آية 3.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست