ولما كانت طرق الشيطان كثيرة، فإن من لا يتحصَّن بعبادة ربِّه يجد
نفسه يعبد كل ما لا يستحق العبادة، وفي مقدمة ذلك الشيطان والطاغوت وهوى النفس
الأمَّارة بالسوء.
ولعل التعبير القرآني: فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ
وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً[1]
يوحي بأن طاعة الرسول وطاعة الإمام وطاعة العالم الفقيه وكل طاعة كانت بأمر الله
سبحانه، وامتدادًا لطاعة الرَّبِّ؛ فإنها تُعتبر طاعة الله تعالى، وبالتالي فهي من
صميم عبادة الله، وهو لا يُشبه في أي جانب من جوانبه التقرُّب للأنداد.
وقد ورد في الحديث عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ:
ليس ما يُعبد من دون الله من أصنام وأرواح ونجم وشمس وقمر مصدر نفع
أو ضرر للبشر. أما ما يُعبد من دون الله من طاغوت مُتسلِّط أو هوى مُتَّبع أو ذي
جاه أو مال؛ فإنه مخلوق لا ينفع أو يضر إلَّا بإذن الله. وحتى المنافع الدنيوية
التي يحوزها العابد لغير الله، لا تُعَدُّ منفعة حقيقية، بل هي وبال على جامعها،
المتهالك عليها، مهما تعاظمت.
ثم إن هذه الآلهة التي تُعبد من دون الله، عاجزة عن إلحاق الضرر
بالإنسان إذا ما تجنبها الإنسان، وإنما الضرر الحقيقي يلحق