مرةً أخرى يُذكِّرنا الله سبحانه وتعالى بوحدانيته في أفعاله، كما هو
إله واحد في وجوده، فهو الواحد بفعله، فلا تَعَلَّم من أحدٍ، ولا قَلَّد غيره، ولا
أعياه خلقه للأشياء، ولا أعانه عليه غيره، وكان من لطيف تقديره وتدبيره أنه:
2- خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَراً.
الخلق يشمل الصنع، مضافًا إلى الإبداع. والماء الذي أشارت إليه الآية
السابقة، باعتباره مخلوقًا بدوره، قد جعل الله تعالى منه مخلوقًا هو: البشر.
فالإنسان إذاً مخلوق من الظاهرة المائية:
أولًا: لأن شأن البشر شأن كافة الأحياء التي
هي الأخرى قد جُعلت من الماء بإرادة ربانية، تجلَّت بها قدرته المطلقة.