ولعل المقصود به، هو ماء البحر الذي تُساعد ملوحته على معيشة
الحيوانات التي فيه.
5- وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً.
لقد جعل بين الماءين برزخًا وفاصلًا يحافظ على استمرار النوعية في
الماءين، فلا يتحوَّلان إلى نوع واحد؛ إذ في ذلك عسرٌ على المخلوقات المستفيدة
منهما.
6- وَحِجْراً مَحْجُوراً.
إن صلابة البرزخ الفاصل تجعله بمثابة الحجر المحجور.
أقول: إن الظواهر الطبيعية التي كثيرًا ما يُذكِّرنا
القرآن الكريم بها، وسيلة إلى معرفة الرَّبِّ سبحانه وتعالى معرفةً تزيد المرء
يقينًا وتقوى.
إن علينا أن نتأمَّل عظيم صنع الله، وإلى مدى الفائدة التي تعود
علينا، وإلى بالغ الحكمة في كل جزء جزء من الخلق؛ فنتعرَّف شيئًا فشيئًا إلى
أسمائه الحسنى، وأنه القادر على كل شيء، وأنه اللطيف الخبير، وأنه الحكيم
المُدبِّر، وأن إليه المصير.
بصائر وأحكام:
يُذكِّرنا الرَّبُّ بآيات خلقه لتكون عبرة لنا، ولنتخذ منها وسيلة
إلى معرفته سبحانه، حينما نتأمَّل في لطيف صُنعه، وبالغ حكمته في دقائق خلقه.