responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212

4- فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً.

قد نستلهم من الآية الكريمة أنه لو كان أهل القرى بعيدين عن الأعذار الباطلة، لكان من الممكن أن يبعث الله في كل قرية نذيرًا يُحذِّرهم عذابَ الله وغضبه، ولكنهم حيث أبوا إلَّا كفورًا، وحيث إن الله عالم بأن المشكلة- مشكلة رفض الإيمان- مُتكرِّسة ومتأصِّلة في أعماق النفوس، فإن احتمال الفائدة ضعيف، ولم تعد ثمة حاجة إلى إرسال المرسلين المنذرين.

بتعبير آخر: لو كان عدم بعث النذير إلى مختلف القرى هو السبب في كفرهم، لكان ربنا يبعث أولئك النُّذُر، ولكن عِلَّة الكفر كامنة في أنفسهم وليست في قلة النُّذُر.

ولعل الآية الكريمة تُشير إلى الآية الأولى من هذه السورة المباركة، والتي دلَّت على أن النبي (ص) إنما هو نذير للعالمين جميعًا، فلا حاجة إلى بعث الرسل إلى كل قرية. ولعل الآية التالية تدل على ذلك حيث، أمر الرَّبّ نبيه الكريم بأن يُجاهد بالقرآن كل القرى جهادًا كبيرًا.

بصائر وأحكام:

1- إن الكافرين كانوا يُبرِّرون لكفرهم بتبريرات واهية، مُتغافلين عن أن أساس كفرهم نابع من أنفسهم قبل أي شي‌ء آخر.

2- لقد أرسل الله النبي (ص) نذيرًا للعالمين بحكمة بالغة، وأمره بأن يُجاهد الكفار بالكتاب جهادًا كبيرًا، ولم يكن سبحانه عاجزًا أن يبعث إلى كل قرية نذيرًا.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست