responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 182

الحث على مقاومة الطاغوت؛ لأن جهاد النفس أكبر وأولى من جهاد الطاغوت. وإذ ما لم يتم جهاد النفس، لن تعني مجاهدة الطاغوت شيئًا.

إن عبادة الهوى- كما قدَّمنا- هي رأس الهرم في قضية الكفر بالله تعالى؛ إذ يمهد لها الإنسان بالكفر بالقيامة، ثم الكفر بالرسول كما تحدَّثت عنه الآيات السابقة، ثم يهبط الكافر إلى مستوى العكوف على هوى نفسه فتراه يعبدها عبادةً مطلقةً.

وهنالك تنقلب لديه المقاييس، حيث يعتبر المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، حتى أنه ليعتبر الدعوة إلى الهدى من جانب الرسول (ص) نوع ضلالة.

1- إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا.

ثم إنهم سَمُّوا عنادهم صبرًا. والآية دلَّت على مدى قوة الأدلة التي جاء بها الرسول إليهم حتى جعلتهم- لولا عنادهم- يستسلمون لها، ذلك أن الكلمة الصادقة التي جاءت بها رسالات الله كانت نافذة في ضمائرهم، مثيرة لعقولهم، متوافقة مع ما أودعه الرَّبُ في فطرتهم.

بلى؛ إن العناد يوقع ابن آدم في مشاكل لا تنتهي، قد تُصاحبه إلى قبره، بل إن من الناس من يلتصق بالعناد حتى في يوم القيامة، بل وحتى في النار، بحيث لو أن الله تعالى رده إلى الدار الدنيا فرضًا، لعاد إلى ما نُهي عنه. يقول الله تعالى عن الكفار في النار: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (27)

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست