كذلك قال ربنا تعالى في آية كريمة: وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً[1].
وقال سبحانه في آية أخرى: وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ
وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ[2].
ونستفيد من هذه الآية الكريمة بصيرة هامة، هي أن ربنا تعالى لرحمته
الواسعة بعباده لا يأخذ الناس على غرة، ولا يُعذِّبهم إلَّا بعد أن يُواصل الإنذار
بعد الإنذار، ويُعطيهم المهلة بعد المهلة .. لكن الناس مع الأسف الشديد إذا وجدوا
أنهم لم يُعذَّبوا، كذَّبوا بالعذاب وطالبوا بنزوله بهم فورًا وتمادوا في الغي؛
لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى:
1- وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ.
يعني لم يُهلك الأمم السابقة كعاد وثمود، وكذلك القرون التي كانت قبل
ذلك؛ لم يُهلكهم ربنا مرةً واحدةً ومن دون سابق إنذار، إنما أهلكهم بعدما ضرب لهم
الأمثال.
ثم قال ربنا سبحانه:
2- كُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيراً.
يعني بعد المثل لا يُمهلون ولا يُرحمون، وإنما ينتهون انتهاءً
كاملًا.
والعبرة التي نستفيدها من هذه الآية؛ أن على الإنسان ألَّا