سنة الله في هلاك الأمم الكافرة واحدة، وهي تمرُّ عبر مراحل. فإذا
انحرفت أمة وفسدت فسادًا اقتصاديًّا أو سياسيًّا أو جنسيًّا أو بأي نوع من الفساد،
فإن الله تعالى يبعث إليهم رسلًا منذرين، فإن استجابوا لأولئك الرسل رفع عنهم
العذاب، كما رُفع عن قوم يونس عليه السلام .. وفي هذه المرحلة يضرب لهم بهم
الأمثال، كأن يقول لهم الرسول: أنتم جئتم بعد قوم عاد أو قوم ثمود أو قوم لوط.
ويذكرهم بمصير عاد، بمصير ثمود، بمصير قوم نوح وغيرهم. وهكذا يضرب لهم الأمثال.
والمثل يعني جزءاً بارزاً من الحقيقة، وحينما يُنقل هذا الجزء البارز
تُعرف به الأجزاء الأخرى.
ويستمر الرسول في الإنذار حتى تتم عليهم الحجة كاملة، فإذا أرادوا أن
يتقبلوا المثل تقبلوه، وإلَّا فإن العذاب يسحقهم ويُدمِّرهم تدميرًا.