responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158

وأمثلة وتعاليم أخلاقية وكل ما فيه نفع الإنسان وهدايته.

وحيث يقول: آتَيْنَا فإننا نفهم أن وراء الإيتاء بصيغة الجمع إرادة ربانية عظيمة جدًّا، ولذلك تكون للكتاب المأتيّ به قداسة خاصة وحرمة مميزة.

2- وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً

وهذا هو السبيل الذي مع الرسول في أمة موسى عليه السلام، فهو الكتاب والوزير.

وقوله تعالى: وَجَعَلْنَا إشارة واضحة إلى أن خلافة الأنبياء ووزارتهم والإمامة والوصاية من بعدهم، إنما تكون بجعل إلهي واختيار رباني، شأنها في ذلك، شأن النبوة نفسها، وهي التي لا تتم إلَّا بجعل إلهي واختيار رباني، نظرًا لأن النبوة وتفاصيلها وموازين تعيينها من الأوامر الإلهية. وهكذا اختيار الوصي لابد أن يكون من الخصائص الإلهية، ذلك لأن خلافة النبي امتداد لرسالته وتكميل لمهمته فكان من الضروري أن تتوافر في الخليفة مواصفات النبي من العلم والعصمة والكرامة الربانية. وليس لأتباع النبي أن يختاروا بأنفسهم من يشاؤون، حتى ولو تحقق إجماعهم المطلق والتام على شخص دون غيره؛ إذ مشيئة الناس في هذا الأمر ليست في محلها، لأنه لا صلاحية لهم في هذا الأمر، كما لا صلاحية لهم في اختيار النبي، حيث قال ربنا سبحانه: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ‌ [1]. لأن اعتبار مشيئة الناس معيارًا لتعيين الإمام بمثابة الرَّدِّ على الله، وفيه من المفسدة ما في اختيار النبي من قبل الناس، وهو لا يكون، بل هو بمثابة إبطال النبوة وما حققه النبي (ص)


[1] سورة الأنعام، آية: 124.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست