responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 154

إذًا .. ولكن كان لابد من دور للإنسان وفكره وإرادته. ومن هنا؛ وجدنا أن ربنا عز وجل يُفرِّق في المباركة بين كلماته التي هي الوحي، وهي البيان للحقائق وبين الأمثلة الشائعة بين الناس.

وكان الفرق بينهما، أن تلك الأمثلة التي يقتات عليها الناس .. ليست بالحقائق؛ لأنها لا تنتهي إلى الحق، فهي أصلًا عاجزة عن تنظيم سلوك الإنسان بحيث ينجو من عذاب الجحيم، مهما تنمَّقت وتزيَّنت.

ونموذج ذلك أنك لو كنت حائرًا في اختيار طريق من طريقين، فأرشدك شرطي المرور إلى أحدهما، فيما أبلغك رجل آخر فصيح اللسان جميل الهيئة بأن الطريق المطلوب هو غير ما ذكره شرطي المرور.

ترى أيَّ القولين تعتمد؟. مع ملاحظة أن إرشاد شرطي المرور كان لا يعدو أن يتعدَّى بهيئته الإشارة، فيما الآخر كان ما كان عليه من المنظر والهيئة. وتحدَّث إليك بكلمات مزخرفة وأنت تعلم بكون شرطي المرور مختصًّا بما سألت، فيما الثاني محط شك لعدم معرفتك المسبقة به. كذلك الأمثال فإنما المثل الحق هو الذي يهديك إلى النجاة من نار جهنم. وهذا المقياس لا تجده إلَّا عند كلمات الوحي وأمثاله، بينما الأمثال الأخرى أنَّى زُخرفت فهي مجرد كلمات فارغة.

إن من يضرب الأمثال ويُلقي الشبهات على شخص الرسول وجوهر الرسالة، ويُكذِّب بأوضح شي‌ء في الوجدان البشري، وهو حتمية حدوث يوم القيامة، إنما هو الذي ضل سبيله، ولا يمكن‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست