responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 146

ثم ما كان ليحدث لو كان القرآن أُنزل جملة واحدة؟ هل كان سيدعوهم إلى الإيمان بالقرآن وبالرسول؟.

لا ريب في أن ذلك لم يكن أن يحدث، لأن الأزمة الكبرى لدى الكافرين لم تكن في توالي الآيات، بقدر ما هي مُتعلِّقة بأصل الإيمان بالله وبالرسول.

ولعلهم إنما كفروا بالقرآن، لأنهم استغنوا بتشريعات باطلة ابتدعوها من عند أنفسهم، وتوارثوها من آبائهم وتعوَّدوا عليها، وقامت عليها مصالحهم المعاشية .. وهكذا لم يرتضوا التنازل عنها.

كما أنهم قد كفروا بالرسول؛ لأن الإيمان به- حسب رأيهم- كان يُصيبهم في مقتل، من حيث نظرتهم إلى خُلُق الرسول العظيم الذي تتناقض أخلاقهم معه، وإلى كون الرسول يتحدَّث لهم عن أخبار السماء وهم كانوا يزعمون أنهم أحق بذلك منه حسدًا وكبرًا وغرورًا.

حكمة التوالي في نزول الوحي:

ولكن لو أن القرآن كان قد نزل جملة واحدة، فهل كانوا يفقهونه، وهم الذين رموا الرسول (ص) بتهمة الكذب والجنون والسحر والتسمّع إلى الجن بعد أن سمعوا مجرد آية واحدة، فما بالهم لو أن الرسول جاء إليهم بالقرآن كله؟.

كلَّا؛ إن لهبوط الوحي مُنَجَّمًا حكمةً بالغةً يذكرها الرب:

3- كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ‌.

إن تنزُّل القرآن بالتوالي يعكس أصلًا تربويًّا مهمّا، هو

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست