وزعموا أنه لو كان القرآن قد نزل على الرسول دفعةً واحدة لآمنوا به.
لقد كان ذلك الزعم مجرَّد تبريرٍ واهٍ. لماذا؟.
لأن السورة الواحدة من القرآن الكريم، بل الآية الواحدة منها تحمل من
النور والهدى ومن آيات الإعجاز ما يحمله الكتاب كله؛ ومثل ذلك مثل الخلية الحية
الواحدة التي تدلُّنا على حقيقة الحياة، بالقوة ذاتها التي تدل عليها سائر أنواع
الأحياء. ولو أنهم كانوا مؤمنين بالله تعالى أساسًا، أو كانوا جريئين في البحث عن
الحقيقة، لما أهمَّهم أن تكون رسالة الخالق قد نزلت دفعة واحدة أم جاءت متوالية
حسب الحكمة التي يُقدِّرها الرَّبُّ سبحانه وبما يناسب الفترات الزمنية أو الحوادث
المتتالية، وذلك بحكمة موائمة للاستعداد المتوفر في نفسية المعاصرين للرسول الخاتم
(ص).
إنه مجرَّد إشكالٍ واهٍ عَكَسَ رغبةً مُستشريةً في قلوب الكافرين في
عدم إيمانهم بالقرآن، فضلًا عن كفرهم المسبق بمن أنزل القرآن، وبمن أُنزل عليه
القرآن.