ويجازى عليه. ولكن بما أن الأمر خطير فإن كل من ساهم في الضلالة
يتحمل أيضًا مسؤوليتها دون أن تنقص من مسؤولية غيره شيئًا. ويبقى أن تعرف لماذا
نُسب الإضلال إلى الذِّكر، وأساسًا ما هو ذلك الذِّكر؟.
أولًا: لأن الذكر هو وسيلة الهدى عند البشر؛ فإن الانحراف عنه يعني
الوقوع في هاوية الضلالة.
ثانيًا: لقد وصف القرآن الكريم نفسه في آيات عديدة بأنه ذكر من الله،
كقوله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ[1].
وكذلك الرسول مُبلِّغ الذكر فهو أيضًا ذكر، حيث قال سبحانه:
وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ[2].
وقد سُمِّي أهل البيت عليهم السلام بأنهم أهل الذكر، حيث قال سبحانه:
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[3].
وهكذا يمكن القول: بأن القرآن هو ذكر الله، ولكن بشقيه؛ الصامت
والناطق. الصامت المتجسد في السور والآيات المجموعة في الكتاب الذي هو بين
الدفتين، والناطق المتمثل في الرسول والأئمة المعصومين من ذريته وفي طليعتهم
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، باعتبارهم الممتثلين لكلام الله والراسخين فيه
والشارحين له .. وكل ذلك تمّ بإذن الله تعالى وإرادته.