responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 124

وفي الآية بصيرة أخرى تتمثل في أن القرآن المجيد لم يُصور ندم الظالم في يوم القيامة على أنه ناتج عن عدم الكون مع الرسول فحسب، وإلَّا لكانت العبارة القرآنية بالشكل التالي: يا ليتني كنت مع الرسول؛ لأن الخروج عن دائرة الظلم يمكن بمجرد ادِّعاء الانتماء إلى الرسول، بل باتِّخاذ سبيله سبيلًا له ومسلكًا.

أو لنقل: إن الانتماء إلى الرسول لا يتحقق إلَّا بتصور أمر آخر، وهو أن يكون إلى جانبه (سبيلٌ) يتخذ ويتم الإيمان به والسير ضمنه.

وعليه، فإن ادِّعاء الكون مع الرسول شي‌ء، واتِّخاذ سبيله شي‌ءٌ آخر. ومن هنا جاء في الدعاء المأثور الذي يُردده المؤمنون في شهر شعبان:

(وَأَجْعَلُهُ لِيَ‌

(الرسول)

شَفِيِعًا مُشَفّعًا، وَطَرِيْقًا إِلَيْكَ مَهْيَعًا، وَاجْعَلْنِيْ لَهُ مُتّبِعًا، حَتّى أَلْقَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنّيْ رَاضِيًا وَعَنْ ذُنُوْبِيْ غَاضِيًا)[1].

وكذلك صُحبة الرسول لا تنفع إلَّا بتحقق الغاية منها، والتي حددت الآية الكريمة طريق الوصول إليها، وهي اتِّخاذ سبيله مسلكًا. ويتمثل هذا السبيل هو في أمرين:

1

-

فهم بصائر القرآن.

2

-

التزام العترة النبوية الطاهرة.

وهي ولاية واحدة غير قابلة للتجزئة. كما أن فهم القرآن يستدعي فهم جميع آياته والإيمان بها بوصفها وحدةً واحدة متكاملة.


[1] مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص 829.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست