responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102

لقد توغلوا في الغي وتمادوا في الشبهة حينما قالوا ذلك. إذ الرسول نفسه لم ولن يطلب من ربِّه أن يراه. وأي إيمان بالله هذا الذي سيتمخض عن رؤيته؟. أَوَلَيس كافيًا للاعتراف به أن المخلوق يعجز عن معرفه كُنْه ذاته؟. أَوَلَيس كافيًا للمخلوق أن يرى آثار خالقه فيؤمن به؟. أَوَلَيس كافيًا للاعتراف بمخلوقية الأشياء على أن لها خالقًا ينبغي أن يُقَرَّ له بالربوبية والعبودية؟.

وها هم قد استكبروا في أنفسهم وتجاوزوا حتى المقام النبوي، فأرادوا أن تتنزل عليهم الملائكة بالوحي مباشرة. أي أنهم بتكبرهم رفضوا إرادة الله عزَّ وجلَّ في أن يجعل بينه وبينهم واسطة؛ هو النبي والرسول. بل وراحوا أبعد من ذلك، حين طلبوا أن يروا الله جهرةً.

إن هذا لهو الانحراف الكبير الناتج عن أقبح أشكال التكبّر، وهو العتو.

ولكن الله تعالى يترك عبده في حقبة الامتحان، ليثبت لنفسه جدارته في دخول الجنة أو النار، لئلا تكون الحجة له على ربه. وحين تنتهي تلك الحقبة، سيرى الملائكة حقًّا، وسيرى أمر ربِّه ماثلًا أمامه. فإما أن تواجهه الملائكة الغلاظ الشداد، فيسوقونه إلى الجحيم. أو تبشره ملائكة الرحمة والرضوان، فيزفونه إلى الجنان.

بصائر وأحكام:

من الملاحظ أن كتاب الله المجيد ينتزع جذور الشبهات من قلب الإنسان التي قد تطرح فيه من قِبَل شياطين الإنسن والجن، بل وإن كتاب الله ليستبق الأمر فيحصن قارئه من الشبهات قبل أن تهجم بها عليه.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست