تأته - بعد ذلك - جاذبيهء نفسه، و محبوبيهء شخصه فى القلوب عفو الطبيعهء إن كانت له مثل هذه المزايا و الأسباب.
مزايا حياته العقليهء:
و نصيب سماحته من العقليهء الجبارهء و الحنكهء أوفر نصيب. ففيه من ذلك ما
ينبغى للمرجع الدينى أن يتحلّى به فيما يعالج به شؤون المسلمين و يدير
مختلف مهامهم، و تعرف عقليته و حنكته العظيمتين من سداد رأيه. و صواب
اتجاهه، و استقامهء نفسه، و تقديره للأمور؛ و تصريفه للحوادث و إرادته
للشؤون، و مواجهته للأحداث الجسام، و وضعه الأشياء فى مواضعها، و اصابهء
بره مواقعه، و لهذه الحقائق كلّها مناسبات و ظروف
لاتسع هذه الترجمهء ذكرهاو لا يعرفها عنه إلاّ العارفون بشخصه و الواقفون على مختلف ظروف حياته، و سائر تصرفاته الحكيمهء.
مزايا حياته الدينيهء:
و أمّا مزاياه الدينيهء فكما أنّه يختص فى الاضطلاع بعلوم الدين و معارفه و
فنونه. و الإحاطهء بشرائعه و أحكامه. و الاجتهاد فيها و الاستنباط منها
فأكثر من ذلك يكون تمسّكه بروح الدين و تعلّقه باتباع سننه و تعاليمه.
ماشياً وراء ما يرمى إليه الدين من غايات - و غايهء الدين و جوهره هى مكارم
الأخلاق و الزهد و التقوى - و لأجل هذا نجد السيد الخوئى على غايهء من
الزهد و التقوى. و تكاد تسيطر هذه الروح و الظاهر الدينيهء على عامهء شؤونه
و أوضاعه، فيحجم عن كثير من المداخل المشروعهء لأنّها تتنافى مع الزهد و
مخالفهء النفس و الهوى. و مع ذلك لا نجده - فيما يتصف من الزهد و التقوى -
أنّه يتخذ من التقشّف فى الحياهء وسيلهء