الإسلاميهء. و فى مقدمهء ما يمتاز به أيضاً من المزايا الخلقيهء هو حب
الخير و النفع للناس - و خير الناس أنفعهم للناس - و هل هنالك شىء أعود
على الناس بالنفع و الخير من بث العلم و تركيز الدين و تربيهء رجال يحملون
العلم، و يذودون عن الدين بالنحو الذى ينفع به سماحته فى بث العلم و تركيز
الدين و تربيهء رجال هم حملهء للعلم ذادهء عن الدين، هذا بلإضافهءإلى ما
ينهض به (حفظه الله) من إسعاف طالب العلم و سد حاجهء المعوز و إغاثهء
الملهوف، و إسداء سائر الخدمات الجلى إلى المجتمع الإسلامى الذى ينتظرها من
أمثاله. و لا بدلنا أيضاً من ذكر مزاياه الخلقيهء الأُخرى التى جعلته بهذه
المثابهء من علو القدر و الشأن، فمن عفّهء نفسه و عزّهء جانبه و ترفّعه عن
المال و الجاه و حب الرياسهء، إلى عطفه و تواضعه و عصاميته، و اعتداده
بأتعابه و ثابرته على بلوغ غايته، و تحقيق مناه من مراتب العلم و الفقاهظ
كلّها
صور جليهء عن علوّ نفسه و كمال ذاته. و لم يكن و لا يزال يوماً ما يحفل
بالرياسهء، و يجرى وراء الزعامهء التى يستحقها و إن أتت إليه منقادهء و
كانت صفاتها كلّها مجتمعهء فيه، ولكنّه يتعشّق العلم و يتلذّذ به أخذاً و
تعليماً على نحو عجيب. و قد حضرت له كلاماًمع بعض تلاميذه كان يفرغ عن
حقيقهء ما يطمح إليه و هو: «إنّى - بحمد الله و المنّهء- بلغت ما كنت
أتمنّى، و أعطانى الله سؤلى، كنت أرجو أن يختار لى مقاماً عليّاً من العلم
فى الدين أستطيع أن أترك به و شجات من العلم تؤثر عنّى، و أن أربّى فئهء من
أهل العلم يحفظون ما أخذوا منّى، و يؤيدون ما تلقوه أو يردونه، يبرمونه أو
ينقصونه كما كنّا نفعل مع أساتيذنا، و إمّا أن أعيش أيّاماً حافلهء
بالجلالهء و الحفاوهء لمال أو رياسهء ثم أقضى بعد ذلك و ينتهى ذكرى و أكون
نسياً منسياً، ذلك ما لا أرتضيه لنفسى و لا أُريده، بدلاً عن أتعابى و
ثمناً لجهودى فى هذه الحياهء التى تعبت كثيراً فيها» و لم