responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40
ثم إن المذكور في كلماتهم أن الهداية دلالة بلطف ومنه الهدية، ومن هنا فقد يرد عليهم بأنه كيف يكون كذلك وقد قال تعالى: { فاهدوهم الى صراط الجحيم } [1]، إلا أنه مدفوع: بان ذلك على سبيل التهكم مبالغة في المعنى نحو قوله تعالى: { فبشّره بعذاب أليم } [2].
{ الصّراط المستقيم } قيل هو الكتاب العزيز، وقيل إنه الإسلام، وقيل إنه دين اللّه الذي لا يقبل من عباده غيره، وقيل هو النبي صلى اللّه عليه وسلم والأئمة القائمون مقامه عليهم السّلام.
و القول الأخير وإن كان مرويا في جملة من الأخبار، فعن ابن شهر آشوب عن تفسير وكيع بن الجراح عن الثوري عن السدّي عن اسباط ومجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم } ، قال: قولوا معاشر العباد: ارشدنا إلى حب محمد صلى اللّه عليه وسلم وأهل بيته عليهم السّلام‌[3].
و في المعاني عن الإمام السجاد عليه السّلام قال: «نحن أبواب اللّه، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده، ونحن موضع سره»[4].
إلا أن الظاهر أن المراد به هو اتّباع دين اللّه القيم، والخلوص في عبادته، والاعتصام به تبارك وتعالى دون غيره، الشامل قهرا لاتّباع النبي الكريم صلى اللّه عليه وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السّلام من بعده، وسلوك طريق العدل والإحسان والتجنب عن الظلم والفواحش، ويشهد لما ذكرناه جملة من الآيات الكريمة قال تعالى: { انّ اللّه ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } [5]و قال تعالى: { و إنّ اللّه ربّي }

[1]الصافات، الآية: 23

[2]لقمان، الآية: 7

[3] الميزان 1/41

[4] الميزان 1/41

[5]آل عمران، الآية: 51

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست