responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34
له } [1]، { بيدك الخير إنك على كلّ شي‌ء قدير } [2]، فهو الذي يفعل ما يشاء وليس هناك غيره من يفعل ما يشاء. قال اللّه تعالى: { انّ الذين تدعون من دون اللّه عباد أمثالكـ } [3]، { فابتغوا عند اللّه الرزق واعبدوه واشكروا له } [4].
الثالث: استعمال ضمير المخاطب والتبدل من صيغة الغيبة الى صيغة الخطاب: فإنه وبعد ذكر الحمد والثناء على الذات المقدسة ووصفها بما يليق بها من الأوصاف، تغيّر إسلوب البين فانتقل من الغيبة إلى الخطاب، فقال تعالى عن لسان عبده: { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين } ، ولم يقل(اياه نعبد واياه نستعين)، وهو اسلوب بلاغي قيّم يوجب إلفات العبد إلى عظم الأمر، وبيان رائع لقربه تعالى من عبده، فهو الذي يسمع ما يقوله عبده ويرى منظره، وهذا يقتضي تنبّه العبد إلى مغزى هذا التعبير حين أدائه فيقوله وكأنه يرى اللّه.
{ و إذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } [5].
الرابع: إفراد الضمير: قال تعالى: { ايّاك نعبد وايّاك نستعين } و لم يقل: (اياكم نعبد واياكم نستعين)، مع أن في الاتيان بالجمع تعظيما وتكريما للمخاطب.
فإن قيه دلالة على عظمة اللّه تبارك وتعالى وعظم محامده، فإن العظيم إذا تعالت عظمته وخرجت عن حدّ الوصف، أفرد له الضمير وجرد ذكره عن الالقاب، إذ لا شي‌ء يمكن به التعبير عن محامده وعظمته.
و هذا أمر مركوز في أذهان العرف، فترى أن الناس في مقام الدعاء يخاطبون اللّه تعالى بقولهم: (أنت وعدت)، أو(أنت قلت)، ولايقولون(أنتم‌

[1]سبأ، الآية: 36

[2]آل‌عمران، الآية: 26

[3]الاعراف، الآية: 194

[4]العنكبوت، الآية: 17

[5]البقرة، الآية: 186

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست