responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 242
و عن ابن عباس ومقاتل أن الخطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم خاصة، وأن الجمع للتعظيم والاحترام.
و الأول أقرب.
و في قوله تعالى: { لكم } دلالة على حصول اليأس عن إيمان القوم استجابة لدعوة النبي صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين خاصة، بأن يحدثوا الإيمان لأجل دعوتهم وإلا: { و لو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا } [1].
و الحاصل: أن الآية الكريمة إنما تضمّنت-و بصيغة الاستفهام الإنكاري- لإخبار النبي صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين باليأس عن إيمان اليهود لهم، وأنه لا ينبغي الطمع في التأثير فيمن علمتم تفاصيل شؤون اسلافهم ومعانداتهم للحق وإصرارهم على الباطل، فإن القوم ذرية أولئك ويحملون نفس طبائعهم وخلقهم.
{ و قد كان فريق منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون } قد تحقيقية، والفريق اسم جمع لا واحد له نظير الطائفة والرهط والقوم.
قيل: المراد بهم السبعون الذين اختارهم موسى عليه السّلام لميقاته، فإنهم سمعوا كلام اللّه عزّ وجلّ ثم أوّلواه وحرّفوه.
إلا أنه في غاية البعد، فإن الظاهر من سياق الآية الكريمة إرادة اليهود المعاصرين للنبي صلى اللّه عليه وسلم، الذين كان المسلمون يحرصون على اسلامهم وهدايتهم.
فالآية الكريمة كالتعليل لإخباره عزّ وجلّ لهم باليأس عن إيمانهم وعدم هدايتهم.
و دعوى أنه لا منافاة بين الأمرين، إذ يمكن تعليل اليأس عن إسلام الموجودين في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم بتحريف أسلافهم لكلام اللّه من بعد ما سمعوه‌

[1]يونس، الآية: 99

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست