responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224

التفسير


تضمنت الآيات الكريمة لواقعة اخرى من وقائع بني إسرائيل المعروفين بالشغب ومعاندة الحق حتى بعد ظهوره ووضوحه، بل وحتى بعد مؤاخذتهم بشتى أنواع العذاب ومعاقبتهم بأصناف العقاب.
فمن اتخاذهم العجل إلى طلب رؤية اللّه جهرة، ومن امتناعهم من دخول الأرض المقدسة وتبديلهم لطلب الغفران، ومن طلبهم لتبديل الطعام السماوي إلى قتل الأنبياء بغير الحق، ومن قتل النفس البريئة إلى الاستهزاء بالرسول والتثاقل في امتثال الأمر، إلى غير ذلك من المعاصي والمخالفات التي لم تعهد لقوم من الأقوام على الإطلاق.
و كيف كان: فالمشهور بين المفسرين-بل لم أجد فيه مخالفا عدا أبي حيان الأندلسي-أن ترتيب تلاوة هذه الآيات مغاير لترتيب معانيها، وأن قوله تعالى: { و إذ قال موسى لقومه } إلى قوله تعالى: { و ما كادوا يفعلون } مقدم في الذكر، مؤخر من حيث المعنى عن قوله تعالى: { و إذ قتلتم نفسا } ، وإن الأمر بذبح البقرة إنما جاء بعد أن قتلوا نفسا وتخاصموا فيها، وعلى هذا الأساس فقوله تعالى: { و إذ قال موسى لقومه انّ اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرة } و إلى قوله تعالى: { و ما كادوا يفعلون } جملة اعتراضية في الكلام، لبيان معنى ما يليه في الخطاب، مع باين سوء أدب القدم وايذائهم لرسولهم برميه بفضول الكلام ولغو القول وفقدهم لروح الاطاعة والامتثال.
و قد ذكروا في وجه بيان القصة على هذا الترتيب وتقديم ما هو مؤخر في المعنى وجوها:
الأول: أن هاتين قصتان كل واحدة منهما مستقلة عن الاخرى بنوع من التقريع لبني اسرائيل، وإن كانتا في الواقع متصلتين متحدتين، فالاولى: لتقريعهم‌
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست