responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 211
{ النبيين ميثاقهم } [1]، وقوله تعالى: { و إذ أخذ اللّه ميثاق النّبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدق لما معكم لتومننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري } [2].
أقول: الذي يظهر من سياق الآيات الكريمة، وذكر هذا المطلب في عداد مخالفات بني إسرائيل وتجاوزاتهم على الحق، خصوصا مع اضافة الميثاق إلى ضمير«كم»الظاهر في الرجوع إلى بني اسرائيل، ولا سيما مع تعقيبه برفع الطور المختص ببني إسرائيل جزما، هو إرادة الميثاق المختص ببني إسرائيل دون غيرهم، لكن في تحديد ذلك بكونه ميثاق ألا يعبدوا إلا اللّه، وأن لا يقولوا عليه إلا الحق المعبّر عنه بميثاق الكتاب، أو ميثاق عدم سفك الدماء واخراج الأنفس من الديار، صعوبة بالغة، فإن كلا منهما محتمل بالنظر لكونه ميثاقا أخذ لعلى بني إسرائيل ثم خالفوه ونقضوه، ولا دليل على ترجيح أحدهما على الآخر عدا ما ورد في تفسير العسكري عليه السّلام، من تفسير الميثاق بالعهد بالعمل بما في التوراة والفرقان، فيكون مؤيدا للقول الأول، كما ويشهد له ذهاب جل المفسرين من الفريقين إليه، وأن رفع الطور كان بعد امتناع بني إسرائيل من قبول التوراة، كما يشير إليه قوله تعالى: { و إذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة وظئّوا أنّه واقع بهم خذوا مآ آتيناكم بقوّة واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون } [3].
نعم لا يبعد دعوى اتحاد الميثاقين وكون الثاني من جزئيات الأول، فإن ميثاق الكتاب وعدم القول على اللّه إلا الحق، يقتضي عدم الظلم والجور الذي منه سفك الدماء البريئة وإخراج الأنفس من الديار.
و أمّا احتمال كون المراد به هو مطلق العهد أو العهد المأخوذ على ذرية

[1]الأحزاب، الآية: 7

[2]آل عمران، الآية: 81

[3]الاعراف، الآية: 171

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست