responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 157
بقي أن نعرف أن تحديد فترة المواعدة بالليل دون النهار إنما جاء تمشيا مع العرف العربي في الجاهلية، حيث كانوا يحددون الأزمنة بالليل دون النهار، ولعل منشأه أن الليل هو الأصل في التعريف والتحديد بالزمان، فإن النهار يتبع الليل في ذلك-كما لا يخفى-فاليوم الأول من الشهر هو اليوم الذي يرى الهلال في الليلة السابقة عليه. وهكذا، فاليوم الخامس عشر من الشهر هو اليوم الذي كانت ليلته السابقة عليه هي الليلة الخامسة عشرة من رؤية الهلال وهكذا.
فالنهار في تحديد الزمان تابع لليل لا سيما في الاشهر الهلالية حيث لا يثبت الشهر إلا برؤية الهلال.
{ ثمّ اتخذتم العجل } و هكذا فعل بهم السامري حيث أضلهم عن طريقتهم المثلى، ليس بشي‌ء الا بقبضة قبضها من أثر الرسول ثم صنع بها عجلا جسدا له خوار، { و أنتم ظالمون } و من أظلم ممن اتبع الباطل بعد معرفته للحق، وأي ظلم يكون فوق هذا الظلم‌ { و ما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } [1]، فإنه حرمان للنفس من جميع ما اعد للمتقين من نعم وفضائل، والقاء لها في الرذائل والعذاب الأليم.
{ ثمّ عفونا عنكم } من بعد أمركم بقتل أنفسكم‌ { لعلّكم تشكرون } هذه النعمة العظيمة نعمة العفو عنهم والصفح عما اقترفوه من الجريمة.
{ و إذ آتينا موسى الكتاب } التوراة { و الفرقان } كل ما يفرق به بين الحق والباطل فيكون شاملا لجميع المعاجز التي كانت لموسى‌عليه السّلام، من اليد البيضاء والعصا وفرق البحر وانقاذهم مع اهلاك آل فرعون وإنزال المائدة من السماء إلى غير ذلك من النعم، حيث إن كل واحد من هذه يصلح لتمييز ذوي العقل والبصيرة للحق عن الباطل وللهدى عن الضلالة { لعلّكم تهتدون } فتتبعون الحق وتتركون الباطل.

[1]النحل، الآية: 118

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست