responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128
النبوة والرسالة منصب الهي رفيع ومقام مقدس شامخ، يتوخّى منها أثر عظيم، ألا هو اصلاح البشرية بشكل عام وهدايتهم الى ما فيه صلاحهم ورشادهم.
و من هنا فلابد من توفر جميع ما يكون دخيلا في تحقق هذاالهدف المقدس في شخص الرسول والنبي، بأن تكون فيه جميع المؤهلات الاجتماعية والشخصية، الخلقية وغيرها، ويكون نزيها عما يوجب اشمئزاز الناس منه وتنفرهم عنه.
فلا بد في النبي من أن يكون بريئا من المعاصي والذنوب بكافة أشكالها، وهذا لا يختص بحال النبوة بل هو جار فيما قبلها أيضا، فإن المتلطخ بالذنوب والمدّنس بالمعاصي لا تركن النفوس إليه ولا تطمئن بقوله، ومعه فلا يحصل الهدف المنشود من بعثه، والغرض الداعي إلى إرساله.
و لعل ما ذكرناه هو الحكمة في اعتبار طهارة المولد في إمام الجماعة ومرجع التقليد-على قول-إذ من هذا شأنه لا يصلح لهذا المنصب ولا تركن النفوس إليه وإن كان بالفعل ورعا تقيا.
و من هنا يظهر أنه لا فرق في الحكم بين كون الذنب صغيرا أو كبيرا، متعلّقا بأداء الشريعة أم لا، سرا كان أم علنا. فإنه على جميع التقادير واحد، وأمّا حال السهو فهو خارج عن الموضوع، لأنه حينئذ غير مكلف وهو دخيل في تحقق مفهوم الذنب.
هذا كله مضافا إلى صراحة جملة من النصوص-على ما سيأتي بيان بعضها-في عصمتهم وامتناع صدور الذنب بكافة أقسامه منهم.
إذا عرفت هذا يتضح وجوب تأويل كل ما دلّ بظاهره على صدور الذنب منهم وارتكابهم للمعاصي، وحمله على غير ذلك من الوجوه التي لا تخدش بعصمتهم، وعلى هذا الأساس لابد من حمل العصيان ومخالفة آدم لأمر اللّه تبارك وتعالى، على مخالفته لأمره الإرشادي أو المولوي الذي لم يصل إلى حدّ
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست