responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 104
{ فأمّا الّذين آمنوا فيعلمون انه الحقّ من ربّهم } و إنه تعالى إنما أتى بهذه الامثال لبيان ضعف الكفار وعجز اربابهم، { و امّا الذين كفروا فيقولون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا } حيث انهم ولتحجر عقولهم واستيلاء العناد على ادراكاتهم لم يصلوا إلى كنه هذه الآيات والمغزى من هذه الأمثلة.
ثم إن المراد بقوله تعالى: { فما فوقها } إمّا المراد ما هو أعظم من البعوضة كالإبل والجبال والأنهار والسماوات والأرضين، فيكون المعنى على هذا: أن اللّه لا يخشى من التمثيل بالامور كافة، صغيرها وكبيرها، حقيرها وجليلها، مادامت أن هناك مناسبة تقتضي ذلك التمثيل، وإمّا ما وفوق البعوضة من حيث الحقارة، وعليه فيكون المعنى: أن اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة وما هو أحقر من البعوضة، واستعمال الفوق بهذا اللحاظ أمر متداول وشائع، فيقول القائل: إن زيدا فاسق لأنه يشرب الخمر أو يفعل كذا وكذا، فيجاب بأنه فوق ذلك ويقصد به بأنه احقر مما تقول ويرتكب من المحرمات ما هو أعظم مما ذكرت.
{ يضلّ به كثيرا } و الكلام فيه هو الكلام في قوله تعالى: { ختم اللّه على قلوبهم } فإنه محمول عى معناه الحقيقي ولا مبرر للحمل على المجاز، إذ لا محذور في نسبة الختم والاضلال اليه تعالى بعد أن كان ذلك عقوبة وجزاءا على أعمالهم السيئة، وتركهم للحق عنادا واستكبارا، كما يشهد له قوله بعد ذلك: { و ما يضلّ به إلاّ الفاسقين } .
{ و يهدي به كثيرا } فيكون سببا لرشادهم وفوزهم بدرجات أعلى مما هم عليها.
{ و ما يضلّ به إلاّ الفاسقين } الذين خرجوا عن اتباع العقل وطاعة اللّه بعد أن جاءهم الحق من ربهم.
و { الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه } و هو العهد الذي أخذه اللّه‌
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست