responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 103

التفسير


روي أن هذه الآية نزلت عند ما استخف المشركون بقوله تعالى: { يا أيّها النّاس ضرب مثل فاستمعوا له انّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذّباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطّالب والمطلوب } [1]، وقوله تعالى: { مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } [2].
و روي أنها نزلت بعد استخفافهم بقوله تعالى: { مثلهم كمثل الّذي استوقد نارا فلمّا أضاءت ما حوله ذهب اللّه بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرنصم بكم عمي فهم لا يرجعونأو كصيّب من السّماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصّواعق حذر الموت واللّه محيط بالكافرين. . . [3]الآية. }
حيث انهم لم يدركوا معنى هذه الآيات فاستغربوا واستخفوا بالتمثيل المحقرات نظير الذباب والعنكبوت أو الذي استوقد نارا، فأنزل اللّه تعالى قوله: { انّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها } ، فإنه لا خشية في ذلك ولا عيب، فإن لكل مقام مقالا ولابد في التمثيل من المقارنة بين المشبه والمشبه به، وحيث ان الكافر وما يلجأ اليه في حوائجه ويعبده من دون اللّه حقير ووضيع فناسب أن يشبّه هو بالذي‌ { استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اللّه بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون } إلى آخر ما تضمنته الآية الكريمة من أوصاف، وما يلجأ إليه ببيت العنكبوت.

[1]الحج، الآية: 73

[2]العنكبوت، الآية: 41

[3]البقرة: الآية: 17

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست