responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 683
و له علم آخر محتوم و هو الذي أخبر به أنبياءه و أوصياءه و أنّه لا محالة كائن كما أخبر بأنّ أبا لهب من أهل النار بقوله: { تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ } إلى آخره.
و له علم آخر يسمى بالقضاء و القدر و هذا أيضا يخبر أنبياءه به إلاّ أنّه معلّق على مشيئة فهم يطّلعون عليه معلّقا على ذلك و هذا هو العلم بالملازمات فإنّ وقوعه معلّق على عدم مشيئة خلافه كما في القوانين المدنيّة النافذة لو لا صدور مشيئة الملك بخلافها.
فالقسم الوسط من هذه الثلاثة لابدّ من وقوعه فإنّ اللّه لا يكذب أنبياءه عليهم السّلام و أوصياءه لأدائه على انتصار أعدائه عليهم فلا يكون منشأ للبداء و لا يكون فيه البداء أيضا،و القسم الأوّل هو الذي يكون منه البداء فإنّ اللّه بعلمه المكنون يعلم أنّه يشاء صدور هذا الشي‌ء أم عدمه،و القسم الثالث هو الذي يكون فيه البداء فإن إخبار النبي صلّى اللّه عليه و اله بموت زيد هذا اليوم مثلا معلّق بأن لا يشاء اللّه خلافه و لكنّ اللّه يشاء خلافه أو لا يشاء فهذا أمر يجهله النبي صلّى اللّه عليه و اله أو الوصي،و من هنا ورد عن علي عليه السّلام و عن الحسن عليه السّلام و الحسين عليه السّلام و علي بن الحسين عليه السّلام و محمد الباقر عليه السّلام و جعفر الصادق عليه السّلام أنّه لو لا آية من كتاب اللّه لأخبرناكم بما هو كائن إلى يوم القيامة و قد سئلوا عن الآية فقالوا:هي قوله: { يَمْحُوا اَللََّهُ مََا يَشََاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتََابِ } [1][2].
و بالجملة،فهذا البداء معناه أنّ ما علمته الأئمّة عليهم السّلام و أخبرت بوقوعه إنّما هو معلّق على عدم مشيئته خلافه،و هذا المعنى من الامور المثبتة لقدرة اللّه و مشيئته و اختياره و ليس موجبا لنسبة الجهل إلى اللّه تعالى كما نسبه العامّة إلى علماء الإماميّة قدّس سرّهم،بل هو عين توحيد اللّه و إثبات علمه بما لا يحيط به بشر من مخلوقاته بالغا ما بلغ.

[1]الرعد:39.

[2]بحار الأنوار 4:97،الحديث 4 و 5.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 683
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست