responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 638
الظاهر أنّ المستفاد عدم الاتّصاف لا الاتّصاف بالعدم؛لأنّ الاتّصاف إنّما اعتبرناه في العرض و محلّه؛لأنّ وجود العرض في نفسه عين وجوده لغيره.و هذا بخلاف عدم ذلك العرض كما في محلّ الكلام،فإنّ العامّ يتعنون بالمرأة التي لا تكون قرشيّة لا التي تكون متّصفة بغير القرشيّة،و السرّ في ذلك أنّ الشارع يلاحظ الموضوع الواقعي الذي لا يخرج عن كونه متّصفا بكذا أو غير متّصف به فيلاحظ المرأة الواقعيّة،فإن كانت قرشيّة و متّصفة بهذا الوصف كان حكمها التحيّض إلى ستّين،و إن لم تكن متّصفة بكونها قرشيّة فهي موضوع التحيّض إلى خمسين.و حينئذ ففي مقام الشكّ في المرأة الخارجيّة فكونها مرأة محرز بالوجدان و عدم الاتّصاف بالقرشيّة محرز باستصحاب العدم الأزلي؛لأنّ قرشيّة هذه المرأة كانت معدومة بانعدامها قطعا إلاّ أنّ القطع بالعدم بالنسبة إلى ذات المرأة انقلب إلى القطع بالوجود إلاّ أنّ انتسابها إلى قريش يشكّ في تحقّقه و انقلاب عدمه إلى الوجود،فيستصحب عدم الانتساب إلى قريش و يتمّ الموضوع.
و من هنا ظهر أنّ عدم القرشيّة و عدم الانتساب إلى قريش واحد،فلا وجه لما ذكره الميرزا قدّس سرّه إيرادا على الآخوند قدّس سرّه:من أنّه لم لم تستصحب عدم القرشيّة و استصحبت عدم الانتساب إلى قريش،فإنّ ملاك الاستصحاب جار فيه بعينه‌[1].
و وجه عدم ورود هذا الإيراد:أنّ القرشيّة باعتبار اشتمالها على ياء النسبة عين الانتساب إلى قريش و هو معنى واحد،فتأمّل جيّدا.
كما ظهر أنّ ما ذكره الميرزا النائيني في المقدّمة الثالثة:من أنّ الوجود النعتي و العدم النعتي قد تخلو صفحة الوجود عنهما و ليس من قبيل ارتفاع النقيضين فإنّ نقيض الاتّصاف عدم الاتّصاف لا الاتّصاف بالعدم،متين و مسلّم،و لكنّه حيث يكون مفاد الدليل الاتّصاف بالعدم بمعنى كون القضيّة من قبيل الموجبة المعدولة

[1]انظر أجود التقريرات 2:329 و 340.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 638
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست